الخميس، 25 أكتوبر 2018

الجوامع .VS المرافق الرياضية والثقافية


ناجي سليمان | منذ قيام الدولة الأموية وحتى منتصف القرن الماضي، أي على مدى حوالي 1300 عام، بُنِي في سوريا 4000 مسجد، فيما بُني فقط خلال الخمسين سنة الماضية 7000 مسجد، المعلومة وفقاً لكلمة سيادة الرئيس بشار الأسد أمام مجموعة من رجال الدين في بلاد الشام في شهر آب من عام 2011، تحضر هذه المعلومة حينما نريد مقارنة الاهتمام الحكومي بالقطاع الديني مع الاهتمام بالقطاعات الخدمية الأخرى في البلاد، ومنها قطاع الرياضة والثقافة والمسرح والسينما، الدولة مقصّرة بشكلٍ كبير في هذه القطاعات، والأمثلة كثيرة كثيرة.. لا مجال لحصرها في هذا المقال. 


إذ أن هناك صالة سينما واحدة فقط في محافظة طرطوس، فيما لا توجد أي صالة سينمائية في مدينة كبيرة كاللاذقية، حيث تمّ تنظيم عروض مهرجان خطوات السينمائي قبل مدة في المركز الثقافي. 

المراكز الثقافية شبه غائبةٍ عن دورها التي أُنشئت من أجله، فيما المثقّفون والكتّاب والشعراء مغيّبون بشكل يدعو للاستغراب والتساؤل، جالسون في منازلهم يكشّون الذباب فيما البلاد تغرق في بحورٍ من الجهل، فمن النادر أن نسمع عن تنظيم ندوات ثقافية أو أمسيات شعرية. 

النشاط المسرحي هو الآخر شبه معدوم في البلاد، بين الفينة والفينة نرى بعض المسرحيين ما زالوا ينازعون لإبقاء "أبو الفنون" على قيد الحياة بين عرضٍ مسرحيّ هنا أو نشاطٍ مسرحيٍّ هناك. فيما من النادر أن نسمع بحفلٍ موسيقي إذا ما استثنينا النشاطات التي تحدث على خشبة دار الأوبرا في دمشق والتي تصل إلى عددٍ ضئيل جداً من المواطنين. إذاً فالحراك الفني والإبداعي في سوريا شبه معدوم.. للأسف.

القطاع الرياضي ليس بأفضل حالٍ على الإطلاق، فعلى الرغم من الحس الرياضي العالي لدى السوريين والاهتمام الكبير لديهم بمتابعة كرة القدم، بدا ذلك جليّاً عندما اتحدت البلاد من القامشلي إلى اللاذقية إلى السويداء تحت قميص المنتخب السوري في تصفيات كأس العالم العام الماضي، وكيف اختنقت حناجر السوريين كافة في نفس اللحظة مع ركلة عمر السومة في اللحظة الأخيرة من مباراتنا مع أوستراليا، كذلك يظهر الجمهور المميز أثناء مباريات الدوري المحلي ونخص هنا جمهور نادي تشرين، وكذا الأمر عند امتلاء المقاهي أثناء عرض مباريات الدوريات الأوروبية أو كأس العالم، أما واقع هذه الرياضة على الأرض فيدعو للتشاؤم، إذ يوجد مثلاً في محافظة كطرطوس ملعب كرة قدم واحد وفقاً للمعايير الفنية _المحلية وليس العالمية_ لكلمة معلب، بالمقارنة مع وجود مئات الجوامع في المحافظة، والتي لا تقل تكلفة بناء أيّ منها عن بناء ملعب كرة قدم أو صالة رياضية بسيطة.

ما يدفعنا للحديث عن هذا الموضوع، هو الحراك الرياضي الذي تشهده العديد من المناطق الريفية في الساحل السوري وخصوصاً في ريف طرطوس، حيث يتم تنظيم دوريات محلية للقرى والبلدات والمناطق، ولكن أين؟ على أرض إسفلتية أو ملعبٍ كرة يد إسمنتي أو ساحة مدرسة.!

وصلتنا مؤخراً العديد من الرسائل التي تطالبنا بإلقاء الضوء على هذا الموضوع وبالدعوة لإنشاء ملعبٍ في منطقة دريكيش، المنطقة التي تم تنظيم دوري محلي فيها بين 33 فريقاً محلياً، تكفّلت هذه الفرق بتنظيم الدوري وبدفع اشتراكات مالية وبتخصيص جزءٍ منها للتحكيم والجوائز والميداليات. 
هذا الحراك الحضاري والجميل يجب أن يُقابَل باهتمامٍ كبير ممن يجب عليهم الاهتمام بذلك، الحرب التي أكلت من عمر البلاد ثمانِ سنواتٍ تحتّم على أصحاب المسؤولية التفكير في كيفية جذب الشباب، وزجّهم في نشاطات رياضية وفنية إبداعية، بدلاً من تركهم أمام خيارٍ واحدٍ يتمثّل بـ 11000 جامع، ومن ثمّ اللوم والندب على حال التطرّف في البلاد. 
 
راديو ماراتوس

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2018

إلى 10000 مستمعٍ لصوتِ العقل.. شكراً!


من قال أن "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"؟!

فصــوت الحياة أقوى من صوت الموت.. وصــوت الموسيقى أقوى من صوت الحرب. 
صــوت العقل أعلى من صوت الغريزة.. وصــوت التعدد أقوى وأقدر من صوت التطرّف.. صــوت الانفتاح أقوى من صوت الإقصاء.

اليوم نصل بفضكلم إلى عشرة آلاف متابع على صفحتنا في موقع فيسبوك، فيما تصل منشوراتنا أسبوعياً إلى أكثر من مئة ألف متابع..

شكراً لكلّ مستمعٍ منكم لصــوت العقل.
  


في الذكرى الثانية لولادة الصوت: نصمت.. حتّى إشعارٍ آخر!

وكما بدأنا بثّنا في مثل هذا اليوم قبل عامين مع هذا النشيد الذي به نعتزّ ونفتخر، نغلق به عند منتصف ليل اليوم، حيث سيتوقّف بثّنا الإذاعي وم...