السبت، 10 فبراير 2018

رأي | إسقاط طائرة.. أم إعلان حرب؟

مجموعة من المختصين الإسرائيليين في مكان سقوط الطائرة وتحطّمها يظهرون مرتدين لأقنعةٍ واقية!!
ناجي سليمان | لكي نفهم بدقّة ما حدث اليوم.. علينا أن نضع عدة نقاطٍ في منظورنا:
  

_ بدايةً يجب أن نعرف أن حرب تموز 2006 كانت قد نشبت عقب هجومٍ على دوريّة عسكرية إسرائيلية على الحدود اللبنانية وأسرِ جنديين منها, ما يعني أنّ إسقاط الطائرة اليوم وإصابة طاقمها كان من المرجّح جداً أن يدحرج الأمور إلى حربٍ جديدة في المنطقة. علماً أن الاحتمالات مازالت قائمة برغم انخفاض نسبتها بعد الآن.

_ إسقاط طائرة حربية بالمنطق الإسرائيلي مختلفٌ تماماً عن اعتراض صواريخ معتدية كما حدث قبل يومين, أو عن تدمير دبابة أو عربة جنود, وكذلك الأمر مختلف عن سقوط قذائف في الجانب الإسرائيلي من الحدود مع الجولان المحتل كما حدث في مرات سابقة من عمر الحرب السورية. كل ذلك يبقى هامشياً أمام التعرّض لسلاح الجو, لأنه نقطة القوّة الرئيسية في الجيش الإسرائيلي, وبيضة القبّان في أيّ حرب خاضتها إسرائيل في السابق والحاضر.
  

_ هذه هي الطائرة الإسرائيلية الأولى التي يتمّ إسقاطها منذ نحو نصف قرن, وللأمر دلالاته العديدة.. بأن قواعد الاشتباك في الماضي لم تعد صالحة اليوم.
_ الرسالة الأهم التي وجهتها الدفاعات الجوية السورية لإسرائيل, بأنه من الصعب على طائراتكم بعد اليوم أن تدخل بنزهةٍ كل عدة أيام إلى الأجواء السورية وتعود سالمةً إلى قواعدها.
   

_ تمّ إسقاط الطائرة فوق أراضي الجليل المحتل وليس فوق الأراضي السورية وهذا يعد تعديلاً جديداً على قواعد الاشتباك مفاده أنّ الرد على الاعتداءات القادمة قد يطال أي منطقة على أرض فلسطين المحتلة.
  

_ الاستهداف فوق الأجواء الإسرائيلية أوضح هشاشة ما يسمّى بالقبة الحديدية المكلّفة باعتراض الهجمات الصاروخية.
 
_ إسقاط الطائرة بمضاد جوي عمره نحو 40 عاماً شكّل صدمةً جديدة بأن الأمر سيكون أكثر سوءاً للطائرات الإسرائيلية مع المضادات الجوية الحديثة لدى سوريا.

   
_ من المؤكد أن قرار إسقاط الطائرة قد تمّ اتخاذه من رأس الهرم في القيادة العسكرية السورية وبالتنسيق المسبق مع الحلفاء لاحتساب الجاهزية لأي ردٍ قد يأخذ المنطقة بأسرها إلى صدامٍ جديد.

 

ما هي احتمالات اندلاع حربٍ شاملة في المنطقة..؟
 

من الصعب على أحدٍ ما مهما كان ضليعاً في قراءة الوضع الراهن أن يجزم بوقوع حربٍ قريبة أو بعدم وقوعها نظراً لضبابية الوضع وتعقّد الحسابات خصوصاً في الميدان السوري حيثما تتواجد قواتٌ أمريكية ودولية حليفة لها في شرق الفرات, وقواتٌ روسية وأُخرى إيرانية في مناطق سيطرة الحكومة, وقواتٌ تركية في الشمال السوري.
 
من المؤكّد أنّ لا مصلحة لأحد بحرب جديدة, فلا الجانب الإسرائيلي جاهز لتحمّل خساراتها البشرية والاقتصادية وارتداداتها الإقليمية والشركاء الذين قد يدخلون حلبة الصراع, ولا الجانب السوري المنهمك بعدة جبهات داخلية جاهز للدخول في جبهةٍ جديدة.
  

ولكن مما لا شكّ فيه أن شوكة سلاح الجو الإسرائيلي قد كُسرت فجر اليوم, وهذا سيلحقه ردٌ بلا شك لإعادة شيءٍ من الثقة لدى المجتمع الإسرائيلي بجيشهم, ولكن متى يكون هذا الرد؟ وما شكله؟ وماذا عن احتمالية الرد السوري على ذلك الرد..؟ كل الاحتمالات واردة.

الشيء المؤكد أن حرباً جديدة إن اندلعت قد يكون لطرفٍ ما قرارٌ ببدئها.. ولكن لن يكون له القرار بإنهائها.
     
   
خاص لـ: راديو ماراتوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في الذكرى الثانية لولادة الصوت: نصمت.. حتّى إشعارٍ آخر!

وكما بدأنا بثّنا في مثل هذا اليوم قبل عامين مع هذا النشيد الذي به نعتزّ ونفتخر، نغلق به عند منتصف ليل اليوم، حيث سيتوقّف بثّنا الإذاعي وم...