الأربعاء، 3 يناير 2018

مكتبةٌ للأطفال في اللاذقية.. بناءُ الطفولة لمواجهة آثار الحرب

ملك بيطار | ألقت الحرب الدائرة في البلاد بظلالها على كلّ مناح الحياة, وفي مقدّمتها الطفولة, فمن تفجير المدارس في حمص إلى اختطاف الأطفال في ريف اللاذقية إلى استغلال بعضهم في مناطق النزاع وتربيتهم على ثقافة السلاح والعنف, كل ذلك يحتّم على المجتمع الأهلي السوري الآن اجتراح حلولٍ من شأنها ترميم الطفولة مما تعرّضت إليه من تدميرٍ ممنهج, فبناء الطفل بالشكل السليم هو البذرة الأولى لبناء المجتمع والمستقبل, واستثمارنا في الطفولة الآن يعني استثماراً في المستقبل وبناءً له قبل أن يأتي.
  
وإيماناً بما سبق   تقوم "جمعية مكتبة الأطفال العمومية"  في مدينة اللاذقية بأنشطةٍ متنوّعة على مدار العام تستهدف فئات الأطفال واليافعين أيضاً من خلال عددٍ من البرامج التعليمية الترفيهية التي تعمل على تنمية  المدركات الحسية والفنية, كالتدريب المسرحي والفنون اليدوية وغيرها, إلى جانب الناحية التعليمية التفاعلية بين المدرب والأطفال وذلك وفق الطرق الحديثة البعيدة عن عملية التلقين كتعليم اللغات وجلسات المطالعة.
   
وفي حديثٍ إلى "راديو ماراتوس" قال الدكتور أحمد زياد عباسي رئيس مجلس الإدارة في الجمعية: "إن تنمية الطفل واجبةٌ على الجميع فهي مسؤولية المجتمع المدني كاملاً وليست حكراً على الجهات الحكومية, ونحن نسعى من خلال الجمعية إلى التنويع ما بين القراءة والأنشطة المتنوعة ونعمل بجديّةٍ كبيرة لتوسيع النطاق الجغرافي ليصل إلى أكبر شريحة ممكنة, وكأمثلة عن بعض خطط عام 2018  : مسرح الدمى الاحترافي بإشراف مختصين على مستوى المحافظة, إضافة إلى المكتبة المتنقلة ما بين الأرياف, وبذلك نؤمّن لهم الفائدة ونختزل مشكلة المسافة أما فيما يخص المهارات الحسابية أرسلنا ثلاثة مدربين إلى دمشق, وأتمّوا دورة إعداد المدربين في الحساب الذهني ليستطيعوا نقل هذه المهارة للأطفال بسعرٍ رمزي."
  
وعلى الرغم من الأعداد الكبيرة التي تلتحق بأنشطة الجمعية صيفاً والتي تتجاوز 500 طفل ويافع يومياً, إلا أن البرنامج السنوي المنظّم يشجّع الأهالي بتسجيل أبنائهم بكل أوقات السنة, فالعملية التشاركية مابين المدربين والأطفال والأهالي تزيد من عدد الملتحقين بالجمعية خصيصاً أنها تهتم بأبناء الشهداء, دار الأيتام, وعدد من الجمعيات الخيرية, ويتمّ التنسيق فيما بينهم لتقديم الأنشطة الملائمة لكل فئة عمرية على حدة. 
   

اللاذقية _ خاص لـ "راديو ماراتوس"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في الذكرى الثانية لولادة الصوت: نصمت.. حتّى إشعارٍ آخر!

وكما بدأنا بثّنا في مثل هذا اليوم قبل عامين مع هذا النشيد الذي به نعتزّ ونفتخر، نغلق به عند منتصف ليل اليوم، حيث سيتوقّف بثّنا الإذاعي وم...