الجمعة، 2 نوفمبر 2018

صحفيو سوريا ضحايا "الإفلات من العقاب" .. ماذا تفعل الأمم المتحدة؟

حيدر مصطفى | فقدَ الكثيرُ من الصحفيين في سوريا حياتهم خلال السنوات الأخيرة، أثناء اداء عملهم، وبقيت جرائم قتلهم عمداً أو استهدافهم مسجلة ضد مجهولين أو جماعات تصنف "إرهابية" وأضيفت اسماؤهم إلى قائمة تطول من ضحايا الإفلات من العقاب، أو الجرائم المسلجة ضد الصحفيين من حول العالم.

الأمم المتحدة تؤكد أن ما يقارب 1010 صحافي قتلوا خلال تأديتهم لعملم في السنوات الإثني عشرة الأخيرة، ما بين 2006 و 2017.

وعلى الرغم من عدم معرفتنا بالمعايير التي اتبعتها الأمم المتحدة لحصر الضحايا الصحفيين بذلك الرقم، إلا أننا يمكننا التأكيد على أن العشرات من الزملاء العاملين في مجال الصحافة والإعلام قضوا في سوريا، وقليل منهم من حظي باهتمام وتضامن واسع النطاق، نظراً لاعتبارات سياسية وازدواجية معايير تسيطر على العديد من الأوساط الصحافية والرسمية العربية والعالمية.

الأمم المتحدة تؤكد أن 9 حالات من أصل 10 ضحايا يبقى الفاعل فيها بلا عقاب، مشيرة إلى أن الإفلات من العقاب يؤدي الى مزيد من جرائم القتل كما أنه دليل على تفاقم الصراع وعلى تداعي القانون والانظمة القضائية. وتخشى اليونسكو أن يؤدي الافلات من العقاب الى زعزعة مجتمعات بكاملها من جرّاء اخفاء انتهاكات خطرة لحقوق الانسان والفساد والجرائم .

وفي هذا الصدد، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 2 تشرين الثاني/نوفمبر اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في قرارها A/RES/68/163 الذي حث الدول الأعضاء على تنفيذ تدابير محددة لمواجهة ثقافة الإفلات من العقاب الحالية وقد اختير التاريخ احتفالا باغتيال صحفيين فرنسيين في مالي في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2013.

ويدين هذا القرار الذي تصفه الأمم المتحدة بالتاريخي جميع الهجمات والعنف ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام. وتحث أيضا الدول الأعضاء على بذل قصارى جهدها لمنع العنف ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام، وكفالة المساءلة، وتقديم مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام إلى العدالة، وضمان حصول الضحايا على سبل الانتصاف المناسبة.

لكن قرارها هذا لم يغير من واقع الحال شيئاً ملموساً رغم أهميته، وما يزال مؤشر الاعتداء والانتهاك بحق الصحفيين آخذ بالإرتفاع، بحسب الوقائع، خصوصاً في الدول التي تحكمها أنظمة لا تلتزم بالمعايير الدولية الضامنية لحقوق الإنسان.

نحن في راديو ماراتوس نؤكد تضامننا مع جميع ضحايا الحروب والنزاعات والسياسات الاستبدادية للأنظمة والحكومات من حول العالم، وندعو إلى تفعيل العملِ لمواجهة الإنتهاكات بحق الصحفيين والخروج من الأطر النظرية للمواجهة إلى تطبيق القانون الدولي ومعاقبة الدول أو التنظيمات التي تمارس أعتى الانتهاكات بحق الصحفيين والعاملين في الشأن الإعلامي، لاسيما في الدول العربية.
  
  
راديو ماراتوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في الذكرى الثانية لولادة الصوت: نصمت.. حتّى إشعارٍ آخر!

وكما بدأنا بثّنا في مثل هذا اليوم قبل عامين مع هذا النشيد الذي به نعتزّ ونفتخر، نغلق به عند منتصف ليل اليوم، حيث سيتوقّف بثّنا الإذاعي وم...